هل سمعتَ أنَّ حضارةً نشأتْ على الجهلِ ؟
إنَّ الجهلَ مِعولُ هدمِ الحضاراتِ وليسَ بنائها
فوجودُ العِلمِ في الأُممِ دليلُ احترامِ الإنسانيةِ لعقولِهم
و منبعُ العِلمِ هوَ وجودُ العالِمِ
وبهِ تنشأُ الحضارةُ وتنمو العقولُ وتترقَّى مستوياتُ الإنسانيةِ
فاذا رأيتَ الازدهارَ في بلدٍ ما فتأكدْ أَنهُ يحترمُ العالِمَ والمُعلِّمَ
و الآن دَعني أسألُكَ :
إذا كانَ في بلدِكَ أكثرُ مِن عَالِمٍ في تَخصُّصٍ متنوِّعٍ كالفلسفةِ و الطبِّ والاجتماعِ ..
هل تحرصُ على متابعةِ أفكارِهِم وما يُقدِّموهُ من عطاءٍ فكريٍّ وتربويٍّ ؟
أم انكَ تتحزَّبُ وتتخندقُ لبعضٍ دونَ بعضٍ تحتَ معاييرَ شخصيةٍ وذوقيةٍ ؟
من المؤسفِ أن تكونَ نظرةُ البعضِ الى العالِمِ على أنَّهُ شخصيةٌ خارِقةٌ علمياً و تتخيَّلهُ على أنَّهُ نبيٌ يُوحى إليهِ ؟ فإما يُقدِّسُ بلا وعيٍ ، أو يحاولُ أنْ ينتَقِدَهُ لمجردِ أنَّهُ لم يفهمْ نظرياتَهُ ،
وهذا التصوُّرُ غيرُ صحيحٍ فلكُلِ عالِمٍ حَداً لفهمِهِ يُمكِّنُهُ من بُلوغِ المعرفةِ في مجالِهِ ولكنَّهُ قد يكونُ غيرَ عالِمٍ في مجالاتٍ كثيرةٍ , وهذا أمرٌ طبيعيٌّ في الإنسانِ ؛ لأنَّ مجهولاتِهِ أكثرُ مِن معلوماتِهِ
فاحترامُ العلماءِ وتقديرِهِم والسعيُ الى تكريمِهِم ورفعِ شأنِهم في المجتمعِ ممَّا يُنمّي الحركةَ الفكريةَ في البلادِ ويقضي على الجهلِ الذي هوَ مصدرُ الشَرِّ والهلاكِ ، قالَ رسولُ اللهِ (صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ) :
أُغدُ عالِماً أو مُتعلِّماً أو أحِبَّ العُلماءَ، ولا تكنْ رابعاً فتهلَكَ ببُغضِهِم.